الجزائر

الجزائر نموذج ريادي في مأسسة الابتكار الجامعي

برزت الجزائر كأحد أبرز المشاركين في المنتدى رفيع المستوى لرؤساء مجالس وهيئات البحث العلمي العربية، الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في تونس يومي 11 و12 سبتمبر. حظيت تجربة الجزائر الرائدة في مأسسة الابتكار والريادة داخل الجامعات بإشادة واسعة من الخبراء والوفود الدولية، بما في ذلك ممثلون من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، والنمسا.

استراتيجية وطنية شاملة لتعزيز الريادة والابتكار

في كلمته، استعرض ممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري رؤية متكاملة لتطوير منظومة الابتكار في الجامعات، مستندة إلى التزامات رئيس الجمهورية لعام 2019، التي تم تعزيزها في التعديل الدستوري لعام 2020. هذه الرؤية تضع الشباب الجامعي في قلب التحول نحو اقتصاد المعرفة، من خلال تمكينهم من خوض عالم المقاولاتية وإنشاء المؤسسات الناشئة.

بناء مؤسسي قوي يدعم الابتكار

تُعد الجزائر من الدول السباقة في بناء هيكل مؤسسي يدعم الابتكار داخل مؤسساتها الجامعية. وقد أنشأت وزارة خاصة باقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، موجهةً جهودها نحو تحويل الجامعات إلى مراكز ريادة. شملت هذه المبادرات تأسيس 113 حاضنة أعمال، 102 مركز دعم تكنولوجي وابتكاري، و107 مركز تطوير للمقاولاتية في الجامعات، إلى جانب تشكيل لجان وطنية لمتابعة الابتكار وتطوير المشاريع الناشئة.

آليات عملية لدعم التطوير المقاولاتي

إلى جانب الهيكل المؤسسي، وضعت الجزائر إجراءات عملية لتعزيز الابتكار والمقاولاتية، شملت إصدار قرارات وزارية تدعم هذا الاتجاه وإبرام شراكات مع قطاعات متعددة لتحديد الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية، ومن ثم تحويلها إلى مشاريع ريادية مبتكرة. كما خصصت ميزانيات لدعم هذه المشاريع المبتكرة، مع تقديم حوافز ضريبية لتشجيع رواد الأعمال من الشباب، وإتاحة فضاءات جامعية لاحتضان المؤسسات الناشئة.

نتائج ملموسة تدعم ريادة الشباب

على مدار العامين الماضيين، حققت الجزائر نتائج ملموسة في دفع عجلة الابتكار داخل الجامعات. وقد ساهمت الجهود المنهجية في خلق جيل من الشباب الواعي بالتحديات المستقبلية، من خلال برامج تدريبية مكثفة للطلبة ومسؤولي الابتكار، مع توجيه هذه البرامج لتتوافق مع احتياجات السوق المحلي والدولي. كما تم تنفيذ مشاريع ابتكارية تتناسب مع ميول الطلبة وإمكانياتهم.

إشادة دولية بالتجربة الجزائرية كنموذج يحتذى به

شهد المنتدى إشادة واسعة من الوفود العربية والخبراء الأجانب بتجربة الجزائر في مأسسة الابتكار. وتم الاعتراف بأن نموذج الجزائر يمكن أن يكون مرجعًا لباقي الدول العربية، خاصة في مجالات التنسيق بين التعليم العالي وقطاع اقتصاد المعرفة، وإنشاء الحاضنات الجامعية، وتطوير المقاولاتية.

تجربة الجزائر ليست فقط نموذجًا ناجحًا، بل تشكل خارطة طريق يمكن للدول العربية الأخرى أن تستفيد منها لتطوير بيئاتها الابتكارية والريادية، بما يسهم في بناء اقتصاد معرفي مستدام.

مقالات ذات صلة